أولاً :فكرة عن بعض الآراء والمعتقدات عن معمودية الروح القدس :
قال البعض أن هذه المعمودية تمت يوم الخمسين لكل الكنيسة حيث أننا كنا فى صلب الكنيسة الأولى وقت إنسكاب الروح القدس على الكنيسة في أول مرة وبذلك أصبح كل المؤمنين معمدين بالروح القدس . غير أن سفر الأعمال يوضح أن بعد يوم الخمسين كان هناك ثلاث مواقف أخرى أنسكب فيها الروح القدس على جميع الحاضرين واعتمدوا بالروح القدس (أع1:2 – أع14:8 – أع44:10-أع1:19) .
وهناك رأى أخر يقول أننا فى لحظة الإيمان والولادة الجديدة ننال معمودية الروح القدس باعتبار أن التجديد والمعمودية بالروح القدس هما إختبار واحد وليس اختباران .. غير أن الوقائع التي تمت فى سفر الأعمال تقول بأنه هناك فاصل زمنى بين التجديد (قبول الكلمة ) والمعمودية على الأشخاص الذين قبلوا الكلمة فعلى سبيل المثال يقول الكتاب :
" ولما سمع الرسل الذين فى أورشليم أن السامرة قد قبلت كلمة الله (على يد فيلبس المبشر) أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا اللذين لما نزلا صليا لأجلهم لكي يقبلوا الروح القدس ( لاحظ أنهم كانوا قد قبلوا الكلمة ولكن لم يقبلوا الروح القدس ) لأنه لم يكن قد حل بعد على أحد منهم غير أنهم كانوا معتمدين باسم الرب يسوع حينئذ وضعا الأيادي عليهم فقبلوا الروح القدس . "(أع 14:8) .
وهنا لى بعض الملاحظات :
1 - لقد كانوا معتمدين باسم الرب يسوع المسيح بالماء والمعروف أن الكنيسة الأولى لم يكن لها على الإطلاق أن تقوم بمعمودية الماء لأحد الأّ بعد التأكد من إيمانه وقبول المسيح مخلصا لحياته
2 - لكن على الرغم من أنهم قبلوا كلمة الله ونالوا الإيمان الذي أعطى لهم الحق فى أن يعتمدوا بالماء وعلى الرغم من أنهم اعتمدوا بالماء فعلاً إلاّ أنهم الى هذه اللحظة لم يكونوا قد قبلوا الروح القدس أي لم يكونوا قد اعتمدوا بالروح القدس
من هنا أرى ان التجديد إختبار منفصل عن المعمودية بالروح القدس وهذا ما أكده بولس لكنيسة أفسس فى قوله ( إذ أمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس ( أفسس 15:1) لاحظ أن كلمة إذ كانت فى اللغة الإنجليزية After بمعنى بعد أى بعد الإيمان يتم الختم بالروح القدس . وبذلك يكون لدينا بعد الإيمان معموديتان معمودية الماء ومعمودية الروح القدس
) " لا تبرحوا من أورشليم بل انتظروا موعد الأب ..." (أع 4:1 3 - لقد قال الرب يسوع لتلاميذه
) الى هذه اللحظة لم يكن الروح القدس قد أعطى بعد وهنا لى سؤال هام هل التلاميذ فى هذا الوقت كانوا مؤمنين أم خطاة ؟!!!!!!!!!!!!!!·
إن قلنا أنهم خطاة نقول كيف استخدمهم الرب بسلطان أن يخرجوا الشياطين ويشفوا المرضى ويكرزوا بالإنجيل وقد فعلوا كل هذا بنجاح ورجعوا فرحين . " حينئذ رجع السبعين بفرح قائلين حتى الشياطين تخضع لنا باسمك " ( لو17:10) . ·
أما إذا كانوا مؤمنين فى هذا الوقت أصبح واضحاً جدا أن اختبار التجديد هو اختبار مختلف عن اختبار معمودية الروح القدس الذى نالوه بعد ذلك فى يوم الخمسين .
ثانيا ً : الألسنة .
قال البعض أن الألسنة هى العلامة الوحيدة لمعمودية الروح القدس والبعض الأخر قال هى موهبة من مواهب الروح القدس أنا أرى أن الله غير المحدود قد يتعامل معنا بطرق مختلفة حسب إيماننا فقد تعتمد بالروح القدس وتنال القوة " ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم .. وتكونون لى شهوداً.."(أع8:1) .
وهذه القوة ليست بالطبع جسدية لكنها تظهر بصور مختلفة فى تقديم الشهادة للأخريين ( تكونون لي شهودا) . وقد تعتمد وتتكلم بالسنة وكلاً بحسب إيمانه ، غير أنه من الملاحظ أن الشواهد الأربعة التي سطرها لنا الوحي لتعليمنا في سفر الأعمال تقول بأن هناك ثلاث مرات في لحظة قبول الروح القدس كان الجميع يتكلمون بألسنة والمرة الرابعة لا تقال صريحة ولكن ربما يُفهم ضمناً بأنهم تكلموا بالسنة . (أع1:2 – أع14:8– أع44:10-أع1:19) .
هنا لنا بعض الأسئلة :
1- هل الألسنة يجب أن يفهمها السامع ؟
يقول بولس " لأن من يتكلم بلسان لا يكلم الناس بل الله لأن ليس أحد يسمع ولكنه بالروح يتكلم باسرار."(1كو2:14) . لاحظ كلمة لا أحد يسمع تأتى فى الانجليزية ( ( no one understands him ( لا أحد يفهمه) .
فتقول لى لماذا يتكلم طالما أن السامع لايفهمه يقول بولس " من يتكلم بلسان لا يكلم الناس بل الله ... لكنه بالروح يتكلم باسرار0 "(1كو2:14) فى سفر الأعمال يقول" نسمعهم يتكلمون بألسنتنا بعظائم الله "(أع11:2) .
كان الحاضرين رجال يهود أتقياء أتوا من كل أمة (أع5:2) وهنا يذكر أن الحاضرين فهموا ما قيل ... لقد كانت الألسنة فى هذه المرة مفهومة وهى المرة الوحيدة التى ذكر الكتاب فيها أن الألسنة يمكن أن يفهمها السامع وذلك لأن هذه هى المرة الأولى التى تكلم فيها ال120شخص بآلسنة وكانت المرة الأولى التى يسمع الناس فيها من يتكلم بألسنة لذلك كان يجب أن يكون هناك شئ معجزي غير عادى للحاضرين حتى أنهم دهشوا لما سمعوا التلاميذ الجليليون يتكلمون بلغات مختلفة ..
كانت بمثابة المعجزة التى جذبتهم لسماع الرسالة على فم بطرس بعد ذلك .. لقد سمعوا التلاميذ يتكلمون بعظائم الله وليس بكلام وعظ لكنهم سمعوا العظة على فم بطرس وحده الذى تكلم لغة واحدة يفهمها جميع الحضور (أع14:2) .
فكل الحضور من بلاد مختلفة لكن جميعهم يهود أتقياء " رجال يهود أتقياء أتوا من كل مكان "( أع5:2) وذلك لحضور عيد الخمسين فى ذلك الوقت . لقد وعظ بطرس بالآرامية التي كان يفهمها جميع الحاضرين .
وهنا لنا بعض الملاحظات :
ليس بالضرورة أن الألسنة يفهمها السامع وإن حدث سيكون حالة استثنائية لقصد - خاص " لآن من يتكلم بلسان لا يكلم الناس بل الله لأن ليس أحد يسمع ( يفهم) "(1كو2:14) .
- الألسنة لم تكن بقصد التبشير لأن بطرس لم يبشر بالألسنة أى لم يعظ بالألسنة ولكن وعظ بالآرامية لغة معروفة ومنتشرة فى ذاك الوقت . وهذا يقودنا الى سؤال هام .. إذاً ماهى فائدة التكلم بألسنة ؟ ما هى فائدة التكلم بألسنة ؟ الألسنة فى حالة وجود موهبة الترجمة .
- إذا تُرجمت الألسنة تُبنى الكنيسة " لأن من يتنبأ أعظم ممن يتكلم بألسنة الاَّ إذا ترجم حتى تنال الكنيسة بنياناً "(1كو5:14) .
- الكنيسة لا تستفيد شئ من التكلم بالسنة إلاَّ إذا ترجمت الألسنة تنال الكنيسة بنياناً. لذلك طالب بولس قائلاً: " إن من يتكلم بلسان فليصل لكى يترجم "(1كو13:14) . · الألسنة فى حالة عدم وجود موهبة الترجمة :
- الذهن بلا ثمر ( أي أن العقل لا يستفيد شئ .. ولكن الروح تصلى " لأنه إن كنت أصلى بلسان فروحي تصلى وأما ذهنى فهو بلا ثمر .. "(1كو14:14) . وهذا ما يسميه بولس ( الصلاة بالروح ) يقول بولس " فما هو إذاً أصلى بالروح ( بالألسنة) وأصلى بالذهن ( كلام عادى مفهوم ) " (1كو14:14) .
ومن هنا يتضح ضرورة الصلاة بالذهن (بالعقل) لكى يكون عقلى له ثمر لفائدة العقل .. وأيضا ضرورة الصلاة بالروح ( الألسنة ) لكي أبنى نفسي ( من يكلم بلسان يبنى نفسه ) (1كو 4:14) .
لقد شجع بولس الكنيسة أن تصلى بالذهن من أجل العامة (الخطاة) حتى يوبخوا من كلمة الله بسبب خطاياهم " الألسنة ليست مفهومة بالنسبة للسامعين فما هى الفائدة إذا لم تُترجم يفضل أن يصمت في الكنيسة أو يكلم نفسه والله" (1كو28:14) .
وبذلك يكون خمسة كلمات بالذهن يفهمهم العامة (الخطاة) أفضل من عشرة ألآف كلمة باللسان غير مفهومين وذلك لبنيان الكنيسة. على أن هذا لا يلغى تحريض بولس وتشجيع الناس على التكلم بالسنة ولكن كل شئ بلياقة وحسب ترتيب " لاتمنعوا التكلم بالسنة ولكن كل شئ بلياقة وحسب ترتيب "( 1كو 39:14) .
الخلاصة
1- الألسنة تبنى الشخص نفسه ( من يتكلم بلسان يبنى نفسه ) (1كو4:14)
2- الألسنة إذا ترجمت تبنى الكنيسة ( إلأّ إذا ترجم تنال الكنيسة بنياناً) (1كو 5:14 )
3- الألسنة هى صلاة بالروح " أصلى بالروح وأصلى بالذهن أيضاً"( 1كو15:14 )
4- الألسنة لا تعطى ثمر للذهن " روحى تصلى وأما ذهني فهو بلا ثمر "( 1كو14:14)
5- لايفضل التكلم بالسنة بأصوات مرتفعة أثناء الاجتماع فى حالة عدم وجود موهبة الترجمة ." ولكن إن لم يكن مترجم فليصمت فى الكنيسة وليكلم نفسه والله "( 1كو28:14).ولكن يفضل أن " من يتكلم بلسان فليصل لكى يترجم}(1كو13:14)
هل موهبة الألسنة مستمرة حتى بعد الرسل ؟
يقول بولس الرسول " وأما النبوات فستبطل والألسنة فستنتهي والعلم فسيبطل لأننا نعلم بعض العلم ونتنبأ بعض التنبؤ . ولكن متى جاء الكامل فحينئذ يبطل ما هو بعض .... الآن أعرف بعض المعرفة لكن حينئذ سأعرف كما عُرفت ..أما الأن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة "(1كو8:12-13 ) .
لقد أعلن الرسول أن النبوات والألسنة والعلم جميعهم سيبطل وسينتهي ولكن متى يقول الرسول " متى جاء الكامل "1كو10:13 وفى مجئ الكامل يبطل كل ماهو بعض ويعود مؤكدا هذه الحقيقة قائلاً : " الآن أعرف بعض المعرفة لكن حينئذ ( متى جاء الكامل) سأعرف كما عرفت "( 1كو10:13 ، 12 ) .
فهل جاء الكامل ؟!
يقول البعض أن الكامل هو الكتاب المقدس .. على أساس أن في وقت الكنيسة الأول لم يكن قد اكتمل الوحي ولكن بعد اكتمال الوحي وتجميعه في الكتاب المقدس أصبح الكتاب المقدس هو الكامل ، وأنا هنا أتسأل هل بعد اكتمال الوحي بطل ماهو بعض ؟! أم الى هذه اللحظة البعض موجود .. هل بعد اكتمال الوحي عَرفت كما عُرفت ؟! أم مازلنا نسعى نحو المعرفة وكل ما عندنا من معرفة وخلافة إنما هو البعض . نعم مازلنا نعرف بعض المعرفة ...
وفى تطور أخر لمعرفة الوقت المقصود بكلمة حينئذ .. نجد بولس يقول أما الأن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة ولكن أعظمهن المحبة ... لماذا قال الرسول أن أعظمهن المحبة ... ذلك لأنه متى جاء الكامل (الرب يسوع هو وحده الكامل) وأخذ كنيسته الى بيت الأب هناك لا مكان للإيمان لأننا نراه كما هو بالعيان وهناك أيضاً لا مكان للرجاء ( لأن ما ينظره أحد كيف يرجوه أيضاً) ( رو 24:8)
سنرى الرب بالعيان وعندها يتوقف الإيمان ويتجسد الرجاء أمام عيوننا ويبقى لنا ما يربط الأعضاء معاً تلك الطبيعة الإلهية التى صرنا شركاء فيها طبيعة الله لأن الله محبة (1يو8:4) . لذلك فالآن يثبت الإيمان والرجاء ولكن متى جاء الكامل لا يثبت الإيمان بل يصير عيان والرجاء يصير حقيقي لا نتوقع حدوثه لأنه حدث بالفعل ولكن أعظمهن المحبة التي انسكبت في قلوبنا بالروح القدس (رو5:5) ، وذلك لأن المحبة صارت جزء منا لا يتجزأ فى طبيعتنا التى شاركنا فيها الله لأن الله محبة .
وهكذا سأعرف كما عُرفت هناك عندما يأتي الكامل ( المسيح وعندها سيبطل كل ماهو بعض( النبوة الألسنة والعلم وكل ماهو بعض).
وأما الأن" فمتى اجتمعتم فلكل واحد منكم له مزمور له تعليم له لسان له إعلان له ترجمة فليكن كل شئ للبنيان"( 1كو26:14) ." إذاً أيها الأخوة جدوا للتنبؤ ولا تمنعوا التكلم بألسنة "(1كو39:14) .
لقد قال بولس أن هذه هى وصايا الرب " ما اكتبه إليكم أنه وصايا الرب "(1كو 37:14). فإن كانت هذه وصايا الرب فهل يمكن أن نبطلها نحن أو نغيرها ... إن كل ما كتب لأجل تعليمنا!
حول رسالة وكنيسة كورنثوس .
فى البداية يجب أن نضع فى الاعتبار هذه الملاحظات : -
كل رسالة من الرسائل التى كتبت فى العهد الجديد كانت تعالج مشكلة أو قضية من القضايا التى تخص الكنيسة المرسل اليها الرسالة .
- كل رسالة كانت ترسل الى الكنيسة الموجه اليها الرسالة ثم كانت تُقرأ ذات الرسالة على الكنائس الأخرى (ومتى قُرأت عندكم هذه الرسالة فاجعلوها تقرأ أيضاً فى كنيسة اللأودكيين والتى من لاودكية تقرءونها أنتم ) ( كولوسى16:4) .
- كل ما كتب من رسائل باقى الى هذه اللحظة وصالح للتعليم ولا ينقص منه شئ . كل ما كتب كتب لأجل تعليمنا ، لايمكن إنكارها فالرسائل المدونة لنا هى عبارة عن وصايا الرب (1كو39:14) لا يمكن إبطالها ، ولا تقتصر على مجموعة دون الأخرى فقد نجد حتى الأن مشاكل داخل كنائسنا ومشاكل خاصة بنا لا يوجد لها علاج الأًّ فى كلمة الله المكتوبة لنا بالروح القدس .
بخصوص رسالة كورنثوس :
جميعنا يعلم ما هى مشاكل كنيسة كورنثوس فقد ذكر بولس أنه يوجد بينهم خصومات وزنا....... وخلافه .
ورغم أننا كمؤمنين نرفض وبشدة أن يكون هذا هو حال الكنيسة ولكن نجد أنفسنا فى الوقت الحاضر نتعرض الى مثل هذه المشاكل فى وسط ما يسموا بالمؤمنين فنجد بيننا من يريد أن يصير أولاً ، وهناك من يقول أنا لبولس وآخر لآبلوس وإخر لصفا وهكذا كله تحت ستار أسم المسيح وهذه واحدة من المشاكل التى عانى منها بولس وقصد أن يعالجها فى هذه الكنيسة . هل بيننا انقسامات ؟ ! نعم نعم ! هل بيننا من يخطئ مثل خطية داود ؟ ! (......... ) .
نحن نحتاج كما احتاجت كنيسة كورنثوس إلى مراحم الرب ودمه .
الغريب أن بولس لقب المؤمنين فى كورنثوس بلقب قديسين.. ويقول بولس بولس " أشكر الهى فى كل حين من جهتكم على نعمة الله المعطاة لكم فى يسوع المسيح أنكم فى كل شئ استغنيتم فيه فى كل كلمة وكل علم وكما ثُبتت فيكم شهادة المسيح حتى إنكم لستم ناقصين فى موهبة ما وأنتم متوقعين إستعلان ربنا يسوع المسيح الذى سيثبتكم أيضاً إلى النهاية بلا لوم فى يوم يسوع المسيح . أمين هو الله الذى به دُعيتم إلى شركة إبنه يسوع المسيح ربنا "( 1كو9:4) .
يتكلم بولس هنا إلى جماعة أخذوا نعمة الله .. أغنياء فى كل كلمة وكل علم .. تثبتت فيهم شهادة المسيح .. ليسوا ناقصين فى موهبة ما .. يتوقعون أستعلان ربنا يسوع المسيح الذى وعد أن يثبتهم إلى النهاية .. الله دعاهم إلى شركة إبنه يسوع المسيح .. هذه هى كنيسة كورنثوس .. وفى داخل هذه الكنيسة وُجد من هم جسديون وأصحاب خصومات وقد أخبر أهل خلوى الرسول بولس بأنه يوجد خصومات " أُخبرت عنكم يا إخوتي من اهل خلوى أن بينكم خصومات "( 1كو11:1)
.
وهذه الخصومات كانت عبارة عن نوع من التحيز لأشخاص فيقول البعض "أنا لبولس والأخر وأنا لأبولس وأنا لصفا وأنا للمسيح."(1كو 12:1) . ومثل هذه الخصومات وأكثر منها وارد فى أى كنيسة ولا توجد كنيسة تقريباً تخلو من هذه الخصومات . وعندما وُجد شخص فى حالة زنا وقد تزوج بامرأة أبيه (1كو 1:5). حُكم عليه من الكنيسة وبسرعة " يُسلم مثل هذا للشيطان ... "(1كو1:5) .
لقد كتب بولس هذه الرسالة واضعا بعض التنظيمات التى يجب لا على كنيسة كورنثوس فقط أن تطبقها أو تأخذ بها ولكن يجب على كل كنيسة فى الماضي والحاضر أن تعيش بمقتضاها حيث أنها كلمة الله التى لا يجب أن نعتبر جزء منها ونهمل الجزء الأخر فعلى سبيل المثال:
1- لقد وضع بولس نظام لموضوع الزواج والانفصال ( الفراق) بحسب كلمة الله المعلنة له (1كو1:7) .. ينبغي أن نطبقه فى يومنا هذا .
2- لقد وضع بولس الكيفية التى يتم بها تأديب العضو الغير منضبط ( 1كو1:5) .. ينبغي أن نطبقه فى كنائسنا .
3- فيما ذبح للأوثان قدم بولس تعليما أيضا فى نفس الرسالة (1كو 1:8) .
4- وقدم تعليما خاصاً بغطاء الرأس للمراة وشعر الرأس (1كو23:11) فهل يمكن أن نتجاهله ولا نُعَّلم به لأنه كتب الى كنيسة كورنثوس .
5- وضع نظام للتقدم على مائدة الرب معلما المؤمنين أن يفحصوا أنفسهم قبل التقدم على المائدة (1كو23:11) . هذه كلها أمور قام بولس بترتيبها وهناك أمور أخرى قصد بولس أن يرتبها أى يضع لها نظام " وأما الأمور الباقية فعندما أجئ أرتبها" (1كو34:11)
ومن بين الأمور التى أراد بولس أن يرتبها فى ذلك الوقت هو موضوع المواهب الروحية . فبدأ أصحاح 12 قائلاً : " وأما من جهة المواهب الروحية أيها الأخوة لا أريد أن تجهلوا ... (1كو1:12) .
إن ما قصده بولس فى كل هذه الإصحاحات الى تخص المواهب الروحية هو عملية ترتيب أولويات استخدام المواهب الروحية بالطريقة التى تأتى بثمر أكثر ولم يقصد بولس لا من قريب ولا من بعيد أن يوقف هذه المواهب أو يبطلها ولم يقصد اطلاقاً التقليل من شأنها فجميعها معطاة بالروح الواحد " فأنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد "(1كو4:12) .
ولقد أعلن أن لكل واحد (سواء من كنيسة كورنثوس أو من غيرها) يعطى إظهار الروح للمنفعة "( 1كو7:12) .
إن ما كان يحدث فى كنيسة كورنثوس كان يحتاج الى نوعٍ من الترتيب والتنظيم فقط وهذا ما جعل بولس يقدم هذا التعليم .. الذى تحتاج اليه كنائسنا الى هذا الوقت كما تحتاج الى كل ما كتبه بولس لكنيسة كورنثوس مثل غطاء الرأس والتأديب الكنيسى لتقويم المؤمنين ،ومائدة الرب وفحص النفس وغيرها من المواضيع التى ناقشها بولس التى نحتاج اليها حتى الى يومنا هذا ..
ولاننسى أن بولس ذكر لنا طريقاً أفضل وكان يقصد المحبة وهذه حقيقة لا يمكن أن نغفلها فجميع المواهب إذا وجدت بدون المحبة فلا قيمة لها فالعرافين قادرين على تفديم العرافة للناس فى صورة نبوات والسحرة قادرون على شفاء الأمراض بالسحر لتمجيد العدو وكثير من المواهب يقدر إبليس أن يقلدها ولكن الحب لا يمكن أن يأتى الى الإنسان سوى بعمل الروح القدس ..
ولقد سمى بولس طريق المحبة بالطريق الأفضل على اساس أن كل شئ بدون المحبة يحتقر احتقارا فلا قيمة لكل المواهب بدون المحبة هذه حقيقة ، ولكن الحقيقة الأخرى التى لا يجب أن ننساها كما ذكرنا سابقاً بأن المحبة تبقى إلى الأبد جزءأ منا لا يتجزأ فى طبيعتنا التى صارت شريكة لطبيعة الإلهية فإن الله محبة ، وأما الباقى فسيبطل كله متى جاء الكامل .
وعلى الرغم من ذلك لقد شجع بولس المؤمنين فى كنيسة كورنثوس على أن يجدوا للمواهب الحسنى " ولكن جدوا للمواهب الحسنى ... "(1كو31:12) وأيضا يقول" أتبعوا المحبة ولكن جدوا للمواهب الروحية ..."( 1كو1:14 )
ويقول أيضاً " إذاً أيها الإخوة جدوا للتنبؤ ولا تمنعوا التكلم بألسنة . "( 1كو39:14) ... لقد كرر بولس كلمة جدوا ثلاث مرات وتعنى اسعوا .. اجتهدوا .. استمروا مطالبين باشتياق . هذه هي رسالة كورنثوس فيها يدعوا بولس المرأة أن تصمت في الكنيسة لأنه قبيح بالمرأة أن تتكلم ..
كما أنه عيبٌ عليها أن تصلى بدون غطاء .. وكذلك عيب على الرجل أن يرخى شعره وأيضا يدعونا كما يدعو كل إمراة أن تغطى رأسها وأن تصمت في الكنيسة الى هذا اليوم.
فإلى هذا اليوم أيضا يدعو بولس المؤمنين أن يجدّوا للتنبؤ ولا تمنعوا التكلم بألسنة . هل يمكن أن نُعلم المرأة أن لا تغطى رأسها وهل يمكن أن نُعلم الناس أن لا يفحصوا أنفسهم قبل التقدم على مائدة الرب ..!
إن كانت الإجابة (لا) يصبح واجب علينا أن نُعلم الكنيسة أن تجد فى طلب النبوات ولا يمتنعوا عن التكلم بالسنة.
أمين
إذا كنت تحتاج أن تتعلم الكثير في هذا الموضوع أو لك سؤل بخصوص هذا الموضوع أو أي موضوع أخر نحن نرحب بك صديقي العزيز لا تتردد من فضلك في أن تكتب لنا على العنوان التالي .
في انتظار رسالتك
القس / أمجد شفيق متري